بلغاريا بلد إشتراكي في و قت من الأوقات عندما كان في كنف الإتحاد السوفيتي مع الدول الشرقية الإشتراكية سابقا و عاصمتها صوفيا . أما الآن و بعد انهيار الإشتراكية و تفكك الإتحاد السوفيتي , أصبحت دولة رأس مالية كبقية الدول الأروبية الشرقية المجاورة . و هي كبقية الدول المجاورة , بلد جميل جدا و فيه المناظر الخلابة و الساحرة للأفئدة , و بعض جبالها مغطاة بالثلوج في الشتاء.
و في سنة من السنوات الماضية , كنت في تلك الدولة الإشتراكية آنذاك , و عشت مواقفا كثيرة هناك , منها المضحك و منها المحزن . و كان معي أحد المدرسين في جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية للعلاج عن شلل في أحدى رجليه . كان رجل في قمة التواضع و الإحترام . و على ما أذكر في يوم من الأيام و بينما كنا راجعين من أحد المستشفيات في العاصمة صوفيا , و التي تبعد ما يقارب الساعة عن مدينة فارنا على البحر الأسود و التي نسكن فيها , واجهتنا نقطة تفتيش . أنزلونا من التاكسي و فتشونا تفتيشا شخصيا و أخذوا جميع ما لدينا من نقود و أوراق و صور أشعة و علاج للأستاذ الذي كان معي , وهذا حدث لنا بقوة السلاح الذي كان بأيديهم و لم نستطع المقاومة أو الدفاع عن أنفسنا. أمروا التاكسي بالإنصراف و تركونا في الطريق , و من ثم إكتشفنا أنهم عصابة و لم تكن نقطفة تفتيش أو أمن كما زعموا , و ذلك بعد لجوئنا إلى السفارة الكويتية في ذلك الوقت .
و من المواقف أيضا التي واجهتنا , هي صعوبة الصلاة هناك . فإذا أردنا الصلاة , يجب التأكد أن جميع النوافذ و الستائر مغلقة جيدا حتى لا يرانا أحد من الفندق أو الطريق . و كان المسؤلون في الفندق يحذروننا من ذلك .
و في يوم من الأيام إكتشفنا أننا و من شدة الخوف , نصلي إلى جهة الشمال و لمدة يومين بدلا من جهة الكعبة المشرفة في بلدنا الحبيب . و هكذا نرى الفارق الكبير بين ذلك البلد الذي لا أمان فيه و بين بلدنا العزيز بأمنه و أمانه و حبه لنا و حبنا له و الحمد لله على ذلك .
هذه بعض المواقف التي مررت بها هناك و للحديث بقية إن شاء الله إذا سمحت لنا الظروف.
ابو عماد